محمود الخولي يكتب: "بعبع" المقاومة الفلسطينية !!

محمود الخولي
محمود الخولي


 


تحرص المقاومة الفلسطينية أن تطلق على معاركها مع العدو الإسرائيلي أسماءً معبرةً، وصفاتٍ قرآنيةً، وصفحاتٍ تاريخيةً، وأماني وطنيةً، تعبر من خلالها عن المعنى الذي تريد، والهدف الذي تقصد، والغاية التي إليها تتطلع، والرسالة التي توجه، فكانت مثلا معارك "الفرقان" و"حجارة السجيل"، و"العصف المأكول"، و"سيف القدس"، في مواجهة "الرصاص المصبوب"، و"عامود السحاب"، و"الجرف الصامد"، و"حارس الأسوار"، فَعَلَت- من العلو- الأولى وهي المقاومة، على الثانية المعتدية وانتصرت، رغم أن الثانية الإسرائيلية قوية ومدججة بالسلاح، ومدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا. 

 

وقد حملت معركة المقاومة الفلسطينية الأخيرة، في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة اسم "ثأر الأحرار"، رداً على "السهم الواقي"، وهو الاسم الذي أطلقه جيش الاحتلال، على عدوانه الأخير على الشعب الفلسطيني، ظاناً أنه بعدوانه الهمجي الذي طال الأطفال والنساء والمدنيين، وقتل ودمر البيوت والمساكن، انه سيطفيء جذوة المقاومة، فكان رد المتحدث باسم سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي أسبق ، متوعدا، بتوجيه ضربات صاروخية لإسرائيل.


المقاومة العربية عموماً والفلسطينية خصوصاً الواثقة، باتت تسبب للكيان الصهيوني صداعاً مستمراً وأرقاً دائماً، فهي قريبة جداً من الأماكن المستهدفة،  فضلا عن ان لعناصرها خبرات متراكمة، لذا فقد اعتاد  جيش الاحتلال في السنوات القليلة الماضية ،أن يشكو من أنفاق المقاومة ومن صواريخها التي باتت تتطور وتتنوع، ثم أصبح يشكو من الطائرات المسيرة التي تصل إلى العمق، ترصد وتصور، وربما باتت تستطيع أن تلقي أسلحةً إلى المقاومين.

آخر الشكاوى الإسرائيلية من المقاومة الفلسطينية أنها باتت –بحسب رسالة الباحث الفلسطيني الدكتور مصطفي اللداوي-  تمتلك أنواع متعددة من قذائف الهاون، ذات الأعيرة والقدرات المختلفة والمديات المتفاوتة، التي يصل مدى بعضها إلى أكثر من 10 كيلو متر، وتستطيع إصابة أهدافها بدقة نسبية، في الوقت الذي لا يستطيع الجيش، تتبع مساراتها وتحديد أماكنها وقصفها، إذ يلزم لإصابتها وتدميرها قصفها بصورة مباشرة، وإلا فإنها تبقى مهيأة للاستخدام دائماً.


لن يرتاح الكيان الصهيوني ولن يطمئن إلى أمنه، ولن يأمن المقاومة ولن يسلم من جديدها، فهو لا يكاد يخرج من كابوسٍ حتى يداهمه كابوسٌ آخر، يقلقه ويزعجه وربما يخيفه أكثر.!!


[email protected]

ترشيحاتنا